.:: منتديات EgYpTbOy::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اكبر منتدى مصري شبابي .:: ايجبت بوي ::.
 
الرئيسيةالتسجيلالبوابةأحدث الصوردخول

 

 وجعلوا من الحجاب قضية!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كيوبيد االحب

كيوبيد االحب


ذكر
عدد الرسائل : 178
العمر : 31
البلد : الاسكندريه
مزاجك ايه : وجعلوا من الحجاب قضية! 18356147ic1
تاريخ التسجيل : 16/02/2008

وجعلوا من الحجاب قضية! Empty
مُساهمةموضوع: وجعلوا من الحجاب قضية!   وجعلوا من الحجاب قضية! I_icon_minitimeالإثنين مارس 31, 2008 3:33 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقلبت المعادلة رأسا على عقب، ودخل قفصَ الاتهام أولئك الذين كانوا على امتداد عقود عديدة يتبجّحون بالدعوة إلى حرية المرأة، ويجسّدون دعوتهم تلك في أنّ لها الحق أن تلبس ما تشاء، مع كل ما يتصل بذلك ويترتب عليه، وفي أن أولئك الذين يلتزمون بالدعوة إلى "حجاب" المرأة إنما يُكرهونها على ذلك إكراها، وأنّ ذاك ما يتناقض مع الحريات والحقوق الإنسانية، والمواثيق الدولية.. وما إلى ذلك ممّا كانوا يتحدّثون عنه حديثا "احتكاريا".

خداع قديم لا يقبل التجديد
سقوط العناوين وانكشاف المضامين
التحوّل من وراء الحدث


خداع قديم لا يقبل التجديد
تركيا سبقت بلدانا إسلامية أخرى على هذا الطريق، وما جرى ويجري فيها بهذا الصدد نموذج على ما جرى ويجري في سواها بصور مشابهة، وما يقال الآن عنها يمكن أن يقال عن سواها، وقد أصبح يدور محوره بعد الانتخابات النيابية 2007م حول أمر أساسي، يطلق العلمانيون عليه وتطلق عليه وسائل الإعلام وصف "معركة الحجاب".
لقد جعلوا من الحجاب قضية، ووضعوا أنفسهم بذلك في موقع لا يُحسدون عليه، وهم يتعاملون مع حزب حَكَم فأصلح ما سبق وأفسدوه في الميادين السياسية والاقتصادية والمالية وسواها، ووصل من خلال ذلك وغيره إلى ثقة الناخبين كما لم يصنع حزب قبله، ولم يتردّد زعماؤه عن إدراج أسماء "نساء علمانيات سافرات" للترشيح باسمه، وانتخبته الغالبية من الرجال والنساء، بينما وضعوا أنفسهم هم على الجبهة الأخرى، سواء في ذلك الأحزاب العلمانية التي أخفقت في الماضي على الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها، أو القيادات العسكرية التي ما تزال تتمسّك بعقلية "رجعية" أكل الدهر عليها وشرب عبر عقود القرن الميلادي العشرين.

وجعلوا من الحجاب قضية! FVF56725

الحزب الفائز بثقة الناخبين -سيّان كم قيل بشأن توجّهه الإسلامي أو التزاماته بالعلمانية المفروضة دستوريا وعسكريا- يريد إلغاء قوانين "الإكراه".. إكراه المرأة على صعيد لباسها، ومعاقبتها بالحرمان من الدراسة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية إذا اختارت لنفسها الحجاب، بينما يقف أدعياء "تحرير المرأة" وتحرير إرادتها، من وراء تصعيد أجواء المعركة ضد حجابها الطوعي إلى مستوى وصفها بالمعركة المصيرية، ليس من باب "تحريرها" ولا مساواتها ولا تعزيز مكانتها، بل من باب "إكراهها" على ألا تختار لباسها لنفسها كما تريد، إذا وقع هذا الاختيار على الحجاب.
ما أشبههم في ذلك بمن انقلب بين ليلة وضحاها ليمشي على يديه بدلا من قدميه.



سقوط العناوين وانكشاف المضامين


أين ما كانوا يدافعون به عن دعوات تحرير المرأة أنّ المقصود هو تمكينها من العلم والعمل، والعطاء والبذل، والمشاركة في الحياة السياسية وغير السياسية، وجميع ذلك هو اليوم ممّا تريد أن تشارك المرأة التركية فيه وتريد معه الحجاب أيضا، وجميع ذلك ممّا يدعو إليه ويمارسه حزب العدالة والتنمية، إلى جانب دعوته إلى عدم إكراه المرأة على لباسٍ لا تريده!..
شبيه ذلك ما يجري في بلدان إسلامية عديدة أخرى، نقل العلمانيون فيها ما نقلوا عن دول غربية، علمانية، بدأت تسلك بدورها أيضا أساليب قهرية مشابهة بدرجات متفاوتة، تستهدف فيما تستهدف "حجاب المرأة"!..
هل انقلبت المعادلة رأسا على عقب فعلا؟.. هل تحوّل دعاة حرية المرأة إلى دعاة كسر إرادتها وتحوّل من كانوا يرغمون المرأة على الحجاب وسواه إلى دعاة تحريرها؟..
لم تنقلب المعادلة بحد ذاتها وإنّما انقلبت العناوين المرفوعة فوقها، بعد أن انكشف زيف مضامينها.
ولو كان للعلمانيين في تركيا خيار لما دخلوا قطعا هذه المعركة المكشوفة البائسة، إنّما لم يعد يمكن لهم التمسّك بادّعاءات عتيقة تحت عناوين حرية المرأة والحريات الإنسانية.
ليست قضية المرأة التي صنعوها أو اقتبسوها أو ابتكروها قضية علم ومعرفة وحرية وحقوق وإرادة، إنّما كان جميع ذلك من عناوين التمويه على ما انزلقوا إليه، على طريق الانحلال والإباحية، وإعطاء ذلك الأولوية على القيم والأخلاق، ولم يقتصر ذلك على ميدان المرأة، بل امتدّ إلى مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث صارت الأولية للمادة على القيم والأخلاق.
هذا ما سقطت شعاراته سقوطا ذريعا بعد إطالة أعمارها أكثر ممّا ينبغي، على امتداد عشرات السنين الماضية.
ولم تكن القضية قضية "تحرير" إرادة وإقرار حريات وحقوق، فجميع ما مضى على تركيا بالذات -ويسري على بلدان إسلامية أخرى سواها- كان في ظلّ فرض الإرادة العسكرية، أو الحزبية، أو الفردية الاستبدادية، بالقوة، بما كان وما يزال يشمل مختلف الميادين، بما في ذلك ميدان المرأة.
لقد وجد العلمانيون أنفسهم الآن -شاؤوا أم أبوا- مضطرين اضطرارا إلى خوض معركة "مكشوفة الرايات" صريحة الشعارات، ظاهرة الأهداف، منحرفة الوسائل.
يريدون للإنسان في تركيا -وقضية المرأة هي جزء لا ينفصل عن قضية الإنسان- أن يصنع ما يريدون هم، وأن يقتنع بما يقتنعون به هم، وأن يكيّف لباسه وطعامه وشرابه وسلوكه ومختلف جوانب حياته، على أهوائهم وفق ما يريدون هم.. وليس ما يريد هو، أو تريد هي، أي ليس وفق ما يمليه مبدأ الحرية الفردية أو الشخصية أو الحق الإنساني الأصيل، سيان ما هي التسميات، فالحصيلة واحدة، إكراه علماني وليس حرية علمانية.

التحوّل من وراء الحدث



ليس صحيحا تصوير ما يجري في تركيا هذه الأيام، أنّه يجري نتيجة فوز انتخابي لحزب العدالة والتنمية، بل الفوز بحدّ ذاته نتيجة انبثقت عن تطوّر أعمق وأوسع بكثير من محاولة تسييس العلمانيين لمسألة حرية الحجاب وتركيز الأنظار عليها.
إن ما شهدته تركيا هو تحوّل جماهيري، من الانصياع لِما سبق فرضه بوسائل الإكراه والتضليل معا، إلى التمسّك بالحقوق الأصيلة، ومن بينها -وليس أولها وأهمها بالضرورة- مسألة لباس المرأة وحجابها.
لم يصنع حزبُ العدالة والتنمية شعبَ تركيا بل صنعه الشعب، ولم يصنع هو إرادة المرأة الجامعية المحجبة والعاملة المحجبة والمسؤولة المحجبة والسياسية المحجبة، بل صنعته المرأة التركية المسلمة. وبقدر ما يستجيب الحزب لإرادة الشعب، يحصل على تأييده، في السياسات التي يمارسها، بما في ذلك سياسة تحرير "القوانين" التركية من مختلف المظالم المفروضة عبر عهود علمانية متعاقبة سابقة، ومن بينها حرية إرادة المرأة على كلّ صعيد، بما يشمل اللباس أيضا.
وإن جيل الصحوة في تركيا لا يتحرّك فقط على طريق "حجاب المرأة المسلمة"، بل يتحرّك في مختلف الميادين، بدءا بحرية التعبير، مرورا بحرية المدارس، انتهاء بحجاب المرأة.
وبين يدي جيل الصحوة وبفعل إرادته نجح حزب العدالة والتنمية، وأخفق العلمانيون، ومن جوانب إخفاقهم العجز عن تسييس قضية الحجاب، مثل عجزهم في ميدان سوق الأيدي العاملة، أو مكافحة الفساد والرشوة، أو تضخم الأسعار، أو سوى ذلك من الميادين الأخرى، على غرار ما يجري في بلدان إسلامية أخرى، ويوجد في "تسييس قضية الحجاب" بالذات ما يكفي من الأمثلة المشابهة في دول مشرقية وغربية، وما عملية التسييس هذه -كمحاولة تسمية الحجاب رمزا سياسيا وليس فريضة عقدية- سوى صورة معبّرة شاهدة على سقوط مختلف الادّعاءات السابقة، في صيغة مقولات عقدية وفكرية وثقافية وفنية وأدبية وفلسفية، وعلى سقوط حججٍ كانوا يملكون لزمن طويل إمكانية ذكرها والترويج لها، لأسباب عديدة، أبرزها أنّهم تسلّطوا بالقوّة على آليات فرض ما يريدون، والترويج لما يريدون.
لقد كانت الحرب على "الحجاب" مدخلهم هم قبل أكثر من قرن من الزمن لإعادة تشكيل المجتمعات الإسلامية، وهم يدركون أن منظومة العقيدة والقيم والأخلاق هي التي تصنع المجتمعات، فلا غرابة أن يجنّدوا البقية الباقية من قواهم لخوض "آخر" معركة يخوضونها تحت عنوان "الحجاب" أيضا، وهي -أحد جوانب- معركة الرمق الأخير.
إنّ محور أزمتهم يكمن في أنّهم يتحرّكون على أرضية أخرى غير الأرضية الحقيقية للمعركة، إذا صح هذا التعبير في وصفهم لها، فهم في واقع الحال أمام تحوّل حضاري شامل يجري، وليسوا أمام مسألة جولة هنا وجولة هناك تحت مختلف العناوين. وللتحوّل الحضاري جذوره وأسبابه ودوافعه ومساراته وقوانينه وسننه، وصور مختلفة تعبّر عنه، فلا يأخذ الحجاب في نطاقها، سوى المكان الطبيعي الجزئي الخاص به، ومن ذلك أنّه تعبير عن حالة عقدية وسلوكية، وليس هو "الحالة" نفسها، فهذه شاملة لمختلف الميادين الأخرى في حياة الإنسان الحضاري المعاصر، وليد الصحوة الحضارية الجارية.
وما حديث العلمانيين عن معركة سوى تعبير غير مباشر عن وضعهم التاريخي الراهن، وليس هو وضع سوى وضع يمكن وصفه ببساطة: لقد أسقط في أيديهم، فهم لا يدركون ما ينبغي أن يفعلوه بعد، إذ يرون سيطرتهم تضمحلّ وتتلاشى في غياهب التاريخ رغم ما يتسلّطون عليه من أسباب القوّة أو بقاياها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وجعلوا من الحجاب قضية!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.:: منتديات EgYpTbOy::. :: منتديات عامه :: اسلاميات-
انتقل الى: